المجلس الوطني الكوردي في سوريا

وفاة المفكر” طيب تيزيني ” عن عمرٍ يناهز 85 عاماً ..

62

الدكتور طيب تيزيني (1934- مايو 2019) هو مفكر سوري، من أنصار الفكر اليساري، يعتمد على الجدلية التاريخية في مشروعه الفلسفي لإعادة قراءة الفكر العربي منذ ما قبل الإسلام حتى الآن.

فالطبيب تيزيني ولد في حمص عام 1934، تلقى علومه في حمص ثم غادر إلى تركيا بعد أن أنهى دراسته الأولية ومنها إلى بريطانيا ثم إلى ألمانيا لينهي دراسته للفلسـفة فيها ويحصل على شهادة الدكتوراه في الفلسفة عام 1967 أولاً، والدكتوراه في العلوم الفلسفية ثانياً عام 1973، عمل في التدريس في جامعة دمشق وشغل وظيفة أستاذ في الفلسفة حتى وفاته.

شارك الدكتور طيب تيزيني في العمل السياسي قبل سفره خارج سوريا للتعليم، يوجز هذه المشاركة في حوار له بجريدة الراية كما يلي: “في الحقيقة هنالك بعض الجذور التي تشدني إلى السياسة فكراً وممارسة فلقد أسهمت في بعض الأحزاب اليسارية التي نشأت في سوريا لفترة زمنية، كنت بعدها أعود إلى العمل الفكري خصوصاً بصيغة الفكر السياسي، لذلك فالتجارب التي عشتها في أحزاب سياسية معينة كانت تقدم لي تجربة عميقة سعيت وأسعى إلى التنظير لها في إطار الفكر السياسي العربي”.

«تيزيني وموقفه من الثورة السورية»

وقف تيزيني مع الثورة السورية، وطالب بشار الأسد منذ بدايتها بالتنحي، وتحدث في أكثر من منبر عن فساد النظام وعن الدولة الأمنية التي ابتعلت المجتمعات العربية وسورية بشكل خاص، هو الذي كان قد استقرأ في عام 2000 حدوث انفجار طائفي في سورية، وقال وقتها إن حدث ذلك فهذا لا يعني أن الشعب السوري طائفي، بل إن ثمة مبررات وممارسات ستقود إلى لحظة انفجار من هذا النوع.

في 2017، وصف تيزيتي سورية بأنها “ساحة مبتذلة للعالم. الكل يسعى إلى تحصيل موقع له فيها، وهي تعيش اليوم تمزقاً هائلاً. حدث ما حدث، ولن يمرّ بسهولة. بعضهم يريد أن يبقى خمسين سنة، وآخر 25 سنة، وثالث يريد أن يبقى دائماً، فالخلاف صار حول فترات البقاء والتملك في سورية، وهذا ينذر بأن سورية قد تمزقت، لكن هذا لن يحدث. سورية في لحظة واحدة يمكن اكتشافها متآخية حتى الثمالة، بحيث لا يستطيع هؤلاء الأغراب أن يأخذوا ما يأخذون. ولذلك نطمئن رغم أنّ الأمر سيكلف كثيراً، ونقول: ليكن، إن سوريا تساوي تاريخاً بأكمله”.

ومكث تيزيني في الفترة الأخيرة في حمص لا يغادرها، مقرراً أن يكتب سيرته الذاتية، والتي صرح في إحدى مقابلاته “حين تنتهي، أكون قد انتهيت أنا”، لافتاً إله أنه بات ينسى الكثير من الأسماء والأماكن في الفترة الأخيرة.

 

التعليقات مغلقة.